تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

لقراءة المقال أنقر هنا


إن أرواحنا لها طاقة تُستنزف ..  ويذبل نورها في فترة معينة وبعد مواقف متراكمة ! مثل أبداننا عندما تتعب من السهر أو من المرض كذلك أرواحنا تفقد طاقتها  

تعب الروح يمكن أن يؤثر عليك فعليًا بشكل سلبي إذا تركت هذا التعب دون علاج ! قد يصل لجسدك وتتأثر صحتك الجسدية 

ومن الطبيعي أن لكل شخص مشاكله الخاصة وهمومه وأحزانه المقبورة داخل روحه لا يراها ولا يعلم بها أحد سواه 

وهناك العديد من العلامات التي قد تميز بها وصولك لمرحلة تعب الروح واستنزافها ومنها : نومك قد يكون مضطرب لساعات أعلى أو أقل من المعدل الطبيعي ، وعندما تتعب روحك تتضاعف مشاعرك وعاطفيتك وتشعر بكل شيء أكثر من المعتاد ، تصبح سريع الغضب والاستفزاز ، تركيزك يضعف وعقلك يوهن وينهك ، تشعر بأنك لاتريد أن تستلذ بطعم شيء ولا تريد أي شيء ..

وكل هذه العلامات أن صادفتها أو واجهت بعضًا منها ليست بالمشكلة الكبرى لأن تعب الروح أمر محتم للجميع مع ازدحام حياتنا اليومية وفى ظل انشغالنا بالأحداث والضغوط النفسية والمشاكل تنخفض مستويات الطاقة لدينا ما يجعلنا نشعر بتعب الروح وعدم وجود حافز إيجابي لنا

لا تخف ولاتحزن إن وصلت لهذه المرحلة وكن على يقين بأن الله لايحمل نفس فوق طاقتها وهذا من لطفه تعالى ورأفته بنا وإحسانه علينا و يوجد الكثير من الطرق التي يوصي بها علماء النفس للخروج من حالة تعب الروح بجانب التقرب من الله ومنها : تأكيد الاعتراف بوجود مشكلة لمعرفة سببها ثم علاجها حيث أن تجاهل الاعتراف بوجود مشكلة يجعل من إحساسك بالتعب النفسي متراكم لفترات طويلة ثم ستصل لمرحلة إنفجار روحك بأية لحظة وعندها لا محالة ستخّر قواك وطاقتك الداخلية ، وتجنب إلقاء اللوم على الآخرين وواجهه أسباب تعب روحك الواقعية ، كمثال بسيط قد تشعر بتعب روحك لعدم عثورك على وظيفة وتبرر إحساسك بتعب روحك أنه لاتوجد وظائف بالسوق وتكتئب ، في حين يُمكن استبدال هذا التبرير أن ثمة وظيفة أفضل بانتظارك الأيام القادمة وأن الله لايؤخر أي أمر سواء وظيفة أو غيرها إلا لخير والخيرة فيما أختاره الله . 

هناك أمور كثيرة عندما تؤمن بها وبنتيجتها كن على ثقة بأنك ستتخطى تعب روحك مثلًا : ممارسة الرياضة وأنشطتك المفضلة وهواياتك وكتابة المذكرات اليومية لتفريغ طاقتك السلبية و الاختلاط بالاصدقاء والعائلة ، إضحك واستمتع و تسامح وتخلى عن الأحقاد والتفكير السلبي ، اعتمد على نظام غذائي سليم وخذ قسط كاف من النوم و اشرب الماء بكمية وفيرة .. هذه من بعض الأمور البسيطة التي قد تساعدك في النهوض من وهنك النفسي ولا تحزن  ولا تقلق إن أستنزفت روحك .. 

لا تجعل همومك ومشاكلك وانكساراتك تقيدك وتعزلك عن العالم الإيجابي ، لا تنغلق على نفسك ولا تجعل صبرك ينفذ ! تذكر قبل أن تواسي الآخرين عندما تتعب أرواحهم واسي نفسك عندما تتعب روحك !


أخيرًا : كن طيب القلب و قدّر الآخرين عندما ترهق أرواحهم فـ ليست كل الجروح تُرى ، لأنه في بعض المواقف لا نطلب فيها من أحد البكاء والشفقة والعطف ولا حتى النّصح ! أحيانًا كل مانطلبه فرصة لاستجماع قوانا والنهوض دون ضغط .. فقط إلتمسوا العذر لنا حين ترهق أرواحنا 

تعب الأرواح كما تعب الأبدان ، بل بالعكس ربما يكون تعب الروح أشد وقعًا على أنفسنا ، فالروح أرق وأضعف بكثير لذلك لا تُثقل على كل من يشعر بتعب روحه فـ ربما قد تكون قشة زائدة عن الحمل تقسم الظهر ! أحيانًا قد تواجه أرواحنا  عاصفة .. وتهدّ أرواحنا نسمة

سوف نقدّر دومًا من يتفهمنا في لحظات التعب ، ولن ننسى من خذلنا حين أردنا الاتّكاء عليه !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة