مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

http://www.alraidiah.com/articles/640473/ 


عروسة جميلة مسرورة ومبتهجة ! مسكينة لا تعلم الكمين المعد لها ! تشعر بأنها أسعد امرأة في العالم تنشغل بتحضيرات الزواج لتسكب رغبتها في أن تكون أجمل عروس وتنتقل إلى قفص الزوجية الذهبي ! ولا تدري المسكينة بأنها سوف تنتقل الى الجحيم الهالك المُبكي

تذبل ملامحها ويفيض الدمع من عينها وينقبض قلبها من الآهات ، الآن فقط علمت أنها قد وقعت ضحية عبارة "زوجوه يعقل" !!!

الكثير من الأهالي يعتبر أن الزواج مجرد مصحة عقلية ونفسية ! بدلاً من أن يربوا أولادهم يختارون تزويجهم ! ويظنون أن الزواج أسهل من التربية والعلاج إن كان مريضاً نفسياً ؟

لا ننكر أن الزواج يربي ويجعل الطرفين ذوي مسؤولية ووعي أكبر ! لكن هذا فقط في حال كان الشخص طبيعي مؤهل للزواج ! وليس مريض نفسي غير سوي سلوكيًا ونفسيًا !

صحيح أن هذه مسكينة وقعت ضحية وهي لاتعلم بحاله ! ولكن هناك مسكينات من نوع آخر تأتيها عبارة "زوجوه يعقل" بصيغة مختلفة ويُقال لها "انتي بشطارتك بتخليه يعقل" وتدخل هذا التحدي الفاشل القائم على شطارتها وكأنها طبيبه نفسية أو مرشدة سلوكية !!

عجيبة غريبة هذه الفكرة في مجتمعنا التي تعتقد بأن الزواج هو الحل السحري للمشكلات ! لماذا يعتقدون أن صالة الأفراح أقرب إليهم من مركز علاج المخدارت أو الطبيب النفسي؟

الأدهى والأمر بأن يعرف الأهل علة ابنهم ويكملون في البحث له عن عروسه ! أو أهل الفتاة يقبلون عرض الزواج من أجل عبارة "آخرتها يتزوج ويعقل"

اسئلة تدور في ذهني : كيف تزوج ابنك وأنت تعلم أنه غير مستقر ! زواج ابنك ليس الحل بسوء سلوكياته ونفسيته إن لم تستطع أن تربيه أنت ، لن تربي أخلاقه وسلوكياته فتاة ليس لها حول ولا قوة سوى حظها العاثر الذي رماها في وحل عبارة "زوجوه يعقل" ! وهل كنت ستقبل بزوج لابنتك يحمل مواصفات ابنك التي تحفظها عن ظهر قلب؟
لا ترضى للناس ما لا ترضاه لنفسك !

يجب ألا يستخدم الزواج كحل لمشكلة لأنه قد يخلق مشاكل أخرى أكثر تعقيداً ! والزواج إن كان يراد له النجاح يجب أن يكون مبنيًا على أساس سليم وليس على مشاكل نفسية وسلوكية ، بنات الناس المسكينات ليسوا حقول تجارب لزواج المجازفة والمُخاطرة !

صحيح أن عبارة "زوجوه ويعقل" قد تنجح مرة واحدة بالصدفة ولكن بالمقابل فقد تفشل مرات ومرات ! فإن كان القصد أن المسؤولية والالتزام على كاهل الشاب ستحد من طيشه ومشاكلة النفسية والعقلية هذا ليس حلًا وليس شرطًا ، لأن الواقع المرير يحدثنا عن تبعات وعقبات الأهل لـ عبارة "زوجوه يعقل" بدل أن تسقط حمل ابنها المتهور عن عاتقها أضافوا له هموم ومشاكل زوجته معه وأطفاله منها !

بدل عبارة "زوجوه يعقل" عقلوه ثم زوجوه لا أن تزوجوه ليعقل ! وأعينوه وساعدوه على زواجه لا أن تزوجوه بكامل تكاليف الزواج على طبق من فضة ! ففي شعور الشاب بالمشقة ليدفع من كده وتعبه لإنشاء تلك المملكة المستقبلية ما سيشعره بأهميتها وقدرها بدل أن ترخص لأنه لم يتعب فيها ! وما جاء بسهولة سيترك بسهوله !

أخيرًا .. ربوا أبناءكم قبل أن تزوجوهم ! فـ سواد الوجه أعظم من سوء التربية ! و المريض عليه أن يذهب للطبيب وليس للمأذون !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة