مقال بقلمي بعنوان / الشعور بالدونية والظلم في صحيفة عيون المدينة

لقراءة المقال انقر هنا  عجيب من يلقي اللوم على الاخرين ويشير بأصابع الإتهام على الاخرين ويضع تبريرات وحجج لرفع المسؤولية عن نفسه فـ الجميعيمر بأوقات صعبة مثل المرض أو الإخفاق الدراسي أو فشل في علاقة أو خيبة أمل أو خسارة مالية أو أي أمر سلبي آخر والجميع بدون اياستثناء قد تعرض للمشاكل والخيبات لكن الطبيعي أن نتجاوز ذلك لأن هذه المواقف ليست نهاية الحياة ! الغريب من يشعر أنه دائمًاالضحية دئمًا هو المستهدف دونما الجميع والمصدوم من خذلان البشر او المجتمع او الدولة


كم أمقت الشعور بالمظلومية ونكران الذات وعدم تحمل المسؤولية ولعب دور الضحية دائمًا

لا أنكر أن هناك حالات قد يُظلم بها المرء ولكن الواجب على الشخص الواثق من نفسه تجاوزها ومعرفة كيفية التعامل معها وعدم الإنغماسبلعب دور الضحية ! غالبًا يشعر هؤلاء الأشخاص بأن من حولهم يتحدثون عنهم بشكل سيئ دائمًا ويكون لديهم شك تجاه الآخرينوإحساس بالقهر والظلم تجاه أشخاص معينة أو شخص واحد أو دولة أو مجتمع 


مسكين جدًا من يستثير الشفقة من الآخرين ويستثير تعاطفهم من خلال سرد مواقف مبالغ فيها حول التصرفات السيئة التي قام بهاالأشخاص الآخرون أو المجتمع حوله وللأسف الشديد قد يخوض الأشخاص ذوو عقلية الضحية في مناقشات مقنعة ومعقدة لدعم هذهالأفكار والتي يستخدمونها بعد ذلك لإقناع أنفسهم والآخرين بحالة الضحية التي هم فيها وأعرف شخصيًا أشخاص زاد شعورهم بالمظلوميةبعد عدة نقاشات في بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومنه برنامج الكلوب هاوس بل ووصلت لحالة من التفكير بالإنتحار أو الهجرة أو طلباللجوء فقط هدفهم الهروب من المواجهه لأنهم ضعفاء وهشين من الداخل


هناك العديد من المبررات للعب دور الضحية والإضطهاد فهم قد يعيشون هذا الدور بسبب الغيرة لأنهم أفضل من بعض الأشخاص وبالفعلهم أفضل ولكن لا يحصلون على ما يريدون أويستحقون و هناك نوعًا آخر من الأشخاص الذين يعانون من عقدة الاضطهاد وهم الذينيشعرون بالدونية تجاه الآخرين وأنهم أقل منهم سواء بالمستوى التعليمي أو الاجتماعي او حتى المالي وهذا النوع من الأشخاص يحقرونمن أنفسهم للحد الذى يصلون للشعور بالاضطهاد والمظلومية


للأسف إن المظلومية قد تُشعر الشخص بانتهاك حقوقه ثم يبرر لنفسه من وجهة نظره كل سوء يرتكبه في حق الآخرين أو خيانة يمارسهامعهم أو اعتداء عليهم بحجة المظلومية التي تعرض لها بل في الغالب يتحول إلى ظالم في ثوب المظلوم وإلى معتد في صورة معتدى عليه و لايتردد في ارتكاب أبشع الجرائم وقول أبشع الكلمات والألفاظ وأسوء الحوارات والسقوط في وحل الدناءة والتلبس بكل سوء تحت مبررالمظلومية التي تعرض لها ووقعت في حقه 


تعرّض الكثير من الشعوب للظلم والطغيان وعانوا الكثير وليس فقط الأشخاص والأفراد إلا أنهم تجاوزوا ذلك كله فمن استطاع منهم أنيتجاوز ذلك وبدء يستأنف الحياة وتحلى بالسماحة ونشر الغفران بنى حضارة شامخة وثقة بالنفس عالية ومن تدرع بالمظلومية وتذرع بهاامتهن إيقاد الفتن وأنا هنا لا أختلف حول شرف نصرة المظلوم والوقوف بجانبه ووجوب رد المظالم إلى أهلها إلا أن المظلومية تجاوزت هذا كلهوجعلت من أهلها وحوشًا بشرية ممتلئين بالدناءة والخبث واللؤم همهم الأول والأخير الانتقام 


غريب جدًا من ينكر أفعاله ويلقي اللوم على الآخرين ويحسب ألف حساب قبل تحمل مسؤولية أعماله بنظري أنه يعيش ادنى مراحل احترامالذات حيث إن نظرة الفرد إلى ذاته تتحكم بسلوكه وخياراته إلى حد بعيد ! هؤلاء من يلبسون ثوب المظلومين والمضطهدين يشعرون أنهم غيرقادرين على المنافسة وأنهم لا يستطيعون اكتساب خبرات جديدة ولا يستطيعون القيام بأعمال مميزة أو ناجحة ! طبيعي جدًا شعورهم هذافهم مقيمين في منطقة ودائرة الراحة رافضين تحمل أي مسؤولية إضافية ! حرفيًا طبيعي جدًا هذا الشعور المقيت مع تدني احترام ذواتهمفهم يشعرون دائمًا أنهم سيرتكبون خطأ ما وغير جديرين بالثقة وبالفعل هم غير جديرين بالثقة لأنهم غير واثقين بأنفسهم فكيف يثق بهمالآخرون أيضًا لا يثقون بقدرتهم على النجاح من جهة ولا يمتلكون القدرة على التعامل مع الفشل من جهة أخرى لذلك يرفضون تحمُّلالمسؤولية لأنهم يفترضون مسبقًا أنهم سيفشلون أو أنهم لن يستطيعون احتمال الفشل ولن يتسامح الآخرون مع فشلهم


غالبًا تراهم متقوقعين على نفسهم غير قادرين على تكوين العلاقات مع الاشخاص سوى عن بُعد لأنه لا أحد يحتملهم عن قُرب حتى أهلهموحتى القريبين منهم فهم على شاكلتهم ويحملون نفس عقلية الضحية تراهم دفاعيين دومًا أثناء التعامل و يقرأون نية سلبية غير موجودة فيأي سؤال محايد ويردون باتهام الاخرين والمجتمع ويميلون لتصنيف الأشخاص إلى "طيبونو"أشراردون منطقة رمادية بينهما غيرمستوعبين أنه لايوجد أحد طيب ١٠٠٪؜ ولا شرير ١٠٠٪؜ ويشعرون بالعجز دومًا وعنيدين و يميلون إلى رفض الاقتراحات أو النقد البناء منالآخرين الذين يستمعون إليه ويهتمون لهم غير قادرين أو مترددين في تنفيذ اقتراحات الآخرين لمصلحتهم الشخصية ويحتقرون ذواتهم ويقللون من قيمة أنفسهم


يا عزيزي إذا كنت تعتقد أن الأمور السيئة تحدث لك فقط وأن العالم باستمرار يندفع نحو إيذائك فأنت تعيش في عقلية الضحية وان كنتتلوم الآخرين على موقف تسببت فيه لنفسك أو حتى ساهمت فيه بدرجة كبيرة فأنت تعيش في عالم المظلومية


قد تحدث الأشياء السيئة للجميع لكن صاحب عقلية الضحية لديه شعوره سلبي في أغلب الأحوال لا يستطيع التصرف والتعامل الصحيح معالمواقف الصعبة في هذه اللحظة عليك أن تركز على الأشياء التي تستطيع تغييرها بمجرد التفكير سيمنحك ذلك شعورا بالقوة وباستعادةالسيطرة على مجريات الأمور وقد يرتبط الشك في الذات ارتباطا وثيقًا بصاحب عقلية الضحية والشعور الدائم بعدم الاستحقاق إذا كنتتشعر أنك لست مستحقا لتقدير من حولك لك فسوف تعتقد دومًا أن العالم كله يتحالف ضدك


اخيرًا : لا تقارنون أنفسكم بالآخرين وطورا من ذاتكم  فـ قيامك بمقارنة نفسك دائمًا بالآخرين ما هو إلا إهدار لطاقتك العقلية والنفسية علىأشخاص لا يهتمون بما تعتقده عنهم ففي الوقت الذي تقارن نفسك بشخص توقف عن هذا وطور من نفسك دون مقارنة ! إذ تحول أحقادكعلى الآخرين دون مضيك قدمًا للنجاح والخروج من ثوب المظلومية لأن سمة الكمال ليست سمة بشرية فليس هناك شخص سيئ مطلقًا أوهناك شخص جيد مطلقًا فـ جميع البشر مزيج بين هذا وذاك لذلك تقبلك للعيوب في نفسك و في الآخرين أمر مهم ولابد من التسامح معالعيوب و اعرف نقاط قوتك وثق بنفسك وتوقف عن جلد ذاتك وجلد الآخرين وعليك أن تمتنع من توبيخ نفسك باستمرار حيث أن جلد الذاتوتوبيخها يعمل على خلق حاله من عدم الثقة في النفس عليك أن تبتعد عن المشاعر  السلبية تجاه نفسك وتجاه الحياة فعليك أن تحذر هذاالوسواس فـ بدل من انتقاد نفسك باستمرار عليك أن تعتني بها وتقبل ذاتك بسيارتك هذه وبوظيفتك هذه و بشكلك هذا وبشهادتك هذهوبمستواك المادي والاجتماعي والثقافي ذاك آمن بنفسك و قدرتك  على تحقيق العديد من  الإنجازات لكي تصبح أفضل وفي مرحلة أجمل



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة