مقال بقلمي بعنوان / سجينة بإسم الحب في صحيفة الرائدية

 لقراءة المقال انقر هنا ليست قصة من نسج الخيال أو من العصور السابقة بل في زماننا حاليًا واعتقد بأنها سوف تظل تتكرر حتى مع رؤية ٢٠٣٠ مع شخصية أعرفها معرفة جيدة في كل مرة تحادثني أضع يدي على رأسي من هول الصدمة حيث تحكي حكاياتها وكأنها شيء طبيعي أن زوجها يمنعها حتى من زيارات أهلها في مناسباتهم ويمنعها حتى من ركوب سيارة أبيها وممنوعة من زيارات صديقاتها أو معارفها وتبرر كل ذلك باسم الحب !

وبأن صديقاتها متاح لهم دخول بيتها ولكن هي ممنوعة من دخول بيوتهم و كذلك نفس الأمر مع أهلها حتى في الأعياد أو المناسبات العائلية ذلك يعتمد على مزاج زوجها إن وافق أو رفض بحسب حالته المزاجية " الرايقة أو المتعكرة " حيث أنها ممنوعة من ركوب سيارة أبيها أو أخيها باستثناء سيارة زوجها وهو مسموح له أن يجول ويسرح ويمرح حتى ساعات متأخرة من الليل بالطبع لأن " حلال عليه حرام عليها "

من هول الصدمة لم أتمالك نفسي منفجرة لتعبيري لها عن مدى صبرها ثم ضحكت هي ضحكة جميلة مغلفة بالقهر لكي تهون عن مافي خاطرها وأردفت بالقول : إنه سجن وردي واعتدت على ذلك وأهلي كذلك في صف زوجي ومؤيدين أي قرار يصدره " السي سيد " لأنها أصحبت تحت ظله هو وكأن عائلتها سحبت يدها من فلذة كبدهم فهي في قعر معاناة سجن فعليًا و ظاهريًا هو بيتها الأسود

ممنوعة هي من أبسط وأدنى مراحل الحرية الإنسانية بحجة الحب المؤذي ولا أراه يمثل أدنى مراحل الرجولة بالحب وهذا لاينطبق فقط على الأزواج بل كافة العلاقات سواء أخوية أو عائلية أو صداقة وتسمى علميًا بـ " الغيرة المرضية أو الشك "

تعد الغيرة من المشاعر التي تتفاوت من شخص إلى آخر ورغم أنها قد تكون نابعة من الحب إلا أنها قد تتحول إلى سبب للخلافات وتدمير العلاقات والكره في حال زادت على الحد الطبيعي وهذا مافسرته في قصة الأخت المذكورة آنفًا بالمقال كون الغيرة المرضية أصبحت ترجمة واقعية لحب الامتلاك والسيطرة وخنق خصوصية الآخر

حينما يدخل الشك و وتدخل الغيرة المرضية من الباب يخرج الحب مُهرولًا من النافذة ! و تذوب شمعة الحب مع اتساع الفجوة بين الطرفين فتزداد حفرة التناقضات والكره والشك عمقًا

الغيرة المرضية أو الغيرة الوهامية أو الشك هي عبارة إضطراب نفسي يكون فيه الشخص المصاب مشغول دائما بأفكار ضلالية مريبة حول خيانة الطرف الآخر دون أي دليل ملموس وتُعد الغيرة المرضية أحد الأنواع الفرعية لإضطراب الوهام

ومن بعض أعراض الغيرة المرضية للطرفين ولا تقتصر فقط على جنس الرجال بل حتى لدى بعض النساء في العلاقات :
اتهام أحد الطرفين الطرف الثاني بالنظر إلى أو الاهتمام بشخص آخر و التشكيك في تصرفات الطرف الثاني أو استجواب الطرف الثاني حول المكالمات أو الأرقام الخاطئة أو أي نوع من أنواع التواصل الإجتماعي وقد تصل إلى المنع من إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي و التفتيش في أمتعة الطرف الثاني و السؤال الدائم عن مكان الطرف الآخر ومن الذي معه في نفس المكان

ومثل حالة الأخت السابق ذكرها تصل حتى إلى عزل الطرف الثاني عن العائلة أو الأصدقاء عدم السماح للطرف الثاني بممارسة أي اهتمامات أو نشاطات خارج المنزل و التحكم بالدائرة الاجتماعية المحيطة بالطرف الثاني

وفوق كل هذه الأعراض الطامة الكبرى ألا وهي الادعاء بأن الطرف الآخر يقيم علاقة سرية إذا ما حاول مقاومة هذه السلوكيات المرضية و العنف الجسدي أو اللفظي أو الضغط النفسي حتى بالألفاظ أو التهديد للطرف الثاني ومع كل هذا ببرود شديد يقوم هذا المريض بـ لوم الطرف الآخر وسرد مببررات لهذه التصرفات المرضية وتغليفها بإسم الحب

أعتقد بأن اهم أسباب الغيرة المرضية أو الوهامية أو الشك فقدان الثقة بالنفس واعتقاد الشخص أنه يفتقد الصفات التي يحبها الطرف الآخر الشريك لذلك يلجأ إلى مُهاجمة الطرف الآخر بدلًا من أن يُعزز ثقته بنفسه ! بالإضافة إلى التربية الأسرية الخاطئة فمن الممكن أنه فاقد الاهتمام والرعاية والحب والحنان من قبل الأهل في مراحل الطفولة والمراهقه فـ البشر دائمًا بحاجة لهذه المشاعر وعندما يجد من يمحنه إياها يتملكه الخوف الشديد من فقدانه !

أيضًا تلعب الفروقات الاجتماعية أو الثقافية أو المادية بين الطرفين دورًا في خلق الشك وذلك لقلة أو انعدام الثقة بالنفس لأحد الطرفين و أسباب كثيرة لايسعني حصرها في هذا المقال لكن منها أسباب داخلية أو خارجية مثل أن تكون شخصيته مهزوزة و ضعيفة من الداخل أو معقدة غالبًا ما يكون الأشخاص المصابين بمرض الشك في وضعية الدفاع طوال الوقت ويعتقد هؤلاء الأشخاص بأن جميع الأشخاص والمجتمع يكيدون لهم ويعقدون لهم المؤامرات ويحاولون إيذائهم

أخيرًا
الحُب ليس شك
الحُب يقتل الشك
الشك يشنُق الحُب
الشك يُوّلد شكوكًا أعمق
الحُب محرقة الشك
الحُب يوَّلد حُبًا و يجني حُبًا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة