مقال بقلمي بعنوان / مسامير العلاقة الزوجية في صحيفة عيون المدينة

لقراءة المقال انقر هنا البعض يعتقد أن الأطفال أو الحمل والإنجاب مهم في بداية الزواج مُباشرة لأنهم يعتبرونه كالمسامير التي تثبت العلاقة الزوجية، وأن وجود الأطفال ذو أهمية لاستمرار الزواج وتجنب الطلاق والمحافظة على العلاقة الزوجية من الانهيار، ولكن للأسف الشديد وجود الأطفال يؤثر فقط على موعد الانفصال أو الطلاق، فيؤخره ويتعب نفسية الطرفين والطفل في حال عدم التوافق.  

الحياة الزوجية لابد أن تمر بمراحل عدة قبل أن تصل لحالة من الاستقرار لكي تقرر إنجاب طفل من عدمه، لأن هذه الحياة الزوجية قد تصنع حياة أو تصنع دمار.

العلاقة الزوجية تمر بـ مراحل و مرحلة التعارف هي أولى المراحل الأساسية في الزواج، تليها مرحلة التآلف والتكاتف، وهنا يتشارك الزوجان في قرار انجاب طفل وتربية الأبناء ولا يمكن للزوجين الوصول لهذه المرحلة إلا بعد تخطي المرحلة الأولى بشكل صحيح. 
 
لاشك أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا لكن السؤال هنا: هل الأولاد مسامير لثبات العلاقة الزوجية ؟؟
بل هل يصل الحمل المبكر إلى أن البعض قد يعتبره هو الضامن الرئيسي لإستمرار العلاقه الزوجية !!
هل تعتبر كثرة الأطفال حائلا دون الطلاق؟؟
أو أن انجاب الأطفال درعا حصينًا للعلاقة الزوجية!
 
المقولة التي كان يرددها البعض من الناس أو البعض من الأمهات على أنه عليك أن تتحكمي في زوجك وحياتك الزوجية عن طريق الانجاب، هذه مسألة تجاوزها الزمن و عثى عليها الدهر، وحتى في ذلك الوقت لم تكن كثرة الانجاب تحول دون وقوع الطلاق. 

نحن نعرف أن الطلاق أحيانًا يحصل في أسرة يفوق عدد أبنائها السبعة والثمانية، وكان الزوج يطلق زوجته ويتزوج مرة أخرى وينجب أطفالًا، إذًا الأطفال ليسوا مسامير لتثبيت العلاقة الزوجية و ليسوا حائلا دون الانفصال.
 
يجب أن تكون لدينا ثقة تامة بأن الأقدار مكتوبة لنا سواء بالإنفصال والإستمرار بالعلاقة، قد تنفصل ولديك عشرة أبناء وقد تستمر بدون أن يرزقك الله بطفل واحد أو أن تكون عقيم ! ولكن الأولى أن تدرس طرف العلاقة قبل الإقدام على هذا القرار لتخرج بأقل الخسائر !
 
لا تقتصر العائلة في مفهومها الحقيقي على القرب الجسدي والتواجد في مكان واحد، قد تكون العائلة مفككة ولو كان أفرادها يعيشون تحت سقف واحد فـ الزوجين الذين يصرون على الاستمرار في الحياة الزوجية رغم الخلافات الدائمة بينهما يشكلون مثالاً سيئًا للطفل، فلا يمكن الخوف على تفكك العائلة إذا كانت أصلاً مفككة !! وهذا ما يؤثر سلباً على النمو الصحي لشخصية الطفل ومستقبله، لذلك يجب التمعن جيدًا قبل اتخاذ قرار مسؤولية الحمل المبكر في بداية العلاقة الزوجية.

الغريب أن بعض النساء تعتقد بأن قرار إنجاب الأطفال سوف يجعلها تحافظ على استمرار زواجها متجاهلة أن هذا الاستمرار لا يعني بالضرورة استقرار العلاقة الزوجية !

كما أن هذا الأمر لا يعد غير عادلًا للطفل وظلم له فحسب، بل كذلك يزيد من فرص حدوث مشكلات بين طرفي العلاقة !
 
للأسف الكثير من النساء في مجتمعاتنا تعتبر أنها كلما أنجبت دزينة من الأطفال لن يتخلى عنها زوجها بسهولة نظرًا للمسؤولية الكبيرة التي تعتقد أنها تلقيها على عاتقه وكأن الأطفال "مسامير" لتثبيت الزواج وما عدا ذلك غير مهم.
 
بصراحة أرى من يفكر بأن الأطفال مسامير للعلاقة الزوجية يغلب على تفكيرهم الأنانية فهم لا يفكرون في مصير أبنائهم وهذا يعتبر ضربًا من الجنون لأنهم لم يفكروا في الطفل الذي سوف ينجبونه في ظل علاقة زوجية سيئة يشوبها التوتر ومصيرها غامض ومهددة بالانهيار في كل لحظة !
 
أخيرًا .. الأطفال ليسوا مسامير لتثبيت العلاقة الزوجية و لا يمكن أن يكون الأطفال عاملًا لإنقاذ علاقة مهددة بالانهيار ، ببساطة .. لأن هذاالقرار يحتاج إلى أسس علاقة زوجية مستقرة ! 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة