مقال بقلمي بعنوان / "الكارما" دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا في صحيفة عيون المدينة

لقراءة المقال أنقر هنا تقوم "الكارماعلى قاعدة السبب والنتيجة فكل نتيجة تصل لها في حياتك أنت السبب الوحيد فيها ولا دخل للبشر في وجودها بأي حال منالأحوال أي أن تحميل الآخرين مسؤولية ما يحدث لك من مشكلات أمر غير مقبول وقد يكون الناس مجرد أدوات حققت لك النتيجة التي أنتتستحقها لأنك وببساطة فعلت نفس الشيء بشخص آخر في وقت ما وأوصلته لذات النتيجة التي تعيشها اليوم

 

"دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا "

كان هذا المثل من من ضمن العديد من الأمثال الشهيرة التي تحمل في طياتها مغزى عبارة كما تدين تدان أو الجزاء من جنس العمل أو"الكارمابالرغم من اختلاف طريقة طرحها حيث بدأت قصة هذا المثل في العصور القديمة حيث كان هناك رجل يعمل بالتجارة في بيعوشراء الذهب وصاحب صيت كبير ولكنه لديه خصلة ذميمة وهي أنه لا تدخل امرأة إلى الدكان الخاص به إلا وقام بمغازلتها بكلام معسول

 

وفي صباح يوم من أحد الأيام وبينما كان يمارس عمله اليومي ذهبت إليه امرأة في غاية الجمال لتشتري بعض أساور الذهب وعندما قامتباختيار ما تريد وأثناء تجربتها لها تدخل التاجر مستغلًا هذه الفرصة وقام بإمساك يدها بأسلوب غير لائق

 

لم تستقبل المرأة هذا الحدث فما كان منها إلا أن قامت فزعة وتركت الأساور وغادرت المحل وهي في حالة كبيرة من الغضب جلس بعدهاالتاجر يضحك ولم يلتفت إلى غضب المرأة من أفعاله ولم يلم نفسه مثقال ذرة علي ما بدر منه تجاه هذه المرأة أو غيرها ممن قام معهمبالمغازلات

 

بعد انتهاء اليوم عاد التاجر إلى بيته فوجد زوجته منهارة في البكاء فسألها عن السبب وراء كل هذا البكاء فأجابته أنها اعتادت كل يوم أنيأتيها السقا لتعبئة الجرار بالماء وفي كل يوم يأخذ منها الجرار بمنتهى الأدب وبدون أي مضايقة ويرجعها مرة أخرى إلا اليوم عندما هملأخذ الجرار قام بفعل غريب فقام بمغازلتي وضغط على يدي أثناء مناولته الجرار فما كان مني إلا أن طردته وأغلقت الباب في وجهه ولمأستطيع بعدها القيام بأي عمل في المنزل فقد أحسست بالإهانة من ذلك السقا عديم الأدب

 

بعد استماع التاجر لزوجته تذكر المرأة التي كانت في دكانه في الصباح وكيف أنه فعل نفس الفعلة بها وأن رد المرأة كان مماثلاً لرد زوجتهفقال قولته المشهورة "دقة بدقة ولو زدت لزاد السقافقد علم جيداً انه لو كان تمادى في أفعاله مع المرأة كان السقا زاد في فعلته

 

قال صلى الله عليه وسلم " البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، فكما تدين تدان " للوهلة الأولى يتصور البعض أنالحديث الشريف إنما يقصد أن الدين في الانتقام وفي الشر فقط لكن أيضًا كما تدين تدان حين تجبر خاطرًا أو تزيل همًا أو تسعد شخصًاسيأتي اليوم الذي يدان لك فيه جميلك

أي كما تفعل تجازى بفعلك وكما تفعل يُفعل معك "وجزاء سيئة سيئة مثلهافأعمالك سترد عليك وهذا دليلٌ على عدل الله سبحانه وتعالىورحمته على هذه الأرض فمن عمل خيراً سيلاقي الخير ومن عمل شرًا فسيلاقي الشر 

 

ولتجنب "الكارماذات النتائج السلبية يتوجب علينا مراقبة أفعالنا وسلوكنا وقبل ذلك مراقبة أفكارنا ومشاعرنا فمجرد التفكير بشكل سيءتجاه شخص معين أو انتقاده بأي شكل تنقلب المعادلة عليك ويأتي من يفكر بك بنفس الطريقة وينتقدك وربما يؤذيك فالفكرة عبارة عن طاقةلها ذبذبات وما ترسله حتما ستستقبله إنها "الكارماوهي ببساطة يختصرها المثل الدارج "دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا " 

 

أخيرًا ..

يحفظ الله بيتك بقدر حفظك لبيوت الناس !

ويحفظ الله عرضك بقدر حفظك لأعراض الناس !

اتركوا اعراض الناس تصان اعراضكم !

 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة