مقال بقلمي بعنوان / نسوية بالصبغة الإسلامية في صحيفة الرؤية الدولية

https://alroeyah.com/articles/72501

بداية نؤكد أن هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أكدت‬⁩ أن النسوية في ⁧‫السعودية‬⁩ غير مجرمة ولله الحمد المملكة تولي حقوق المرأة أهمية بالغة وهناك العديد من النقلات النوعية التي شهدتها حقوق ⁧‫المرأة‬⁩ والتي مكنتها من كافة حقوقها لتصبح شريك مهم في تحقيق التنمية المستدامة وهي أحد أهداف ⁧‫رؤية المملكة العربية السعودية 2030‬ 

لذلك من الضروري أن أنوه وقبل التطرق إلى موضوع المقال لابد من الإشارة إلى أننا جميعًا ضد التطرف الفكري سواء بالحركة النسوية أو أي حركة أخرى ! جميعنا ضد مجاوزة حد الاعتدال أو عدم الوسطية وجميعنا ضد الغلو في أي فكر وضد التعصب

يوجد اعتقاد شائع أن الحركات النسوية تحرض على الرجال وأن كل نسوية هي امرأة حاقدة على الذكور وهذا اعتقاد خاطئ لعدة أسباب أولها أن النسوية بحد ذاتها تضم في صفوف مؤيديها ملايين الرجال فهي ليست حكرًا على النساء ولقب "نسوي" أو "نسوية" يُطلق على كل من يؤيد حركات المطالبة بحقوق المرأة بغض النظر عن جنسه 

لذلك بإمكان المرأة أن تكون نسوية وأن تبقي على حبها وتقديرها لأبيها وأخيها وزوجها حيث أن المرأة والرجل شريكان أساسيان في الحياة مرتبطان ومكملان لبعضهما البعض فـ المرأة تستمد قوتها من الرجل وهو بدوره يستمد الحب منها أراد الله أن يجعلنا مختلفين في الخصائص والمواصفات لحكمة ما وربما هذا الاختلاف هو الذي يجعلهما مكملان لبعضهما البعض

مشكلة البعض شوه هذا الفكر وحصره على عدة نساء هاربات أو لاجئات أو ذوي فكر متطرف ! فـ الحركة النسوية ببساطة مطالبة بالحقوق لحد العدل وليس المساواة وللمهتمين ابحثوا عن بدايات هذه الحركة لتعرفوا أصلها بدون تشويه وديننا الإسلامي هو دين عدل وليس دين مساواة وذلك لأن العدل يعني الموازنة بين جميع الأطراف فيأخذ كل ذي حق حقه دون تبخيس

وبسبب تصدر بعض النماذج النسوية المتطرفة بنظر المجتمع العربي للواجهة الإعلامية من جهة وعدم وجود تعريف واضح وموحد للنسوية من جهة أخرى يتردد الكثير قبل التصريح بتأييدهم لهذه الحركة ويتهربون من لقب نسوي أو نسوية قدر الإمكان وذلك لما وُصمت به النسوية وأُشيع عنها

جوهر الحركة النسوية هو النضال من أجل إعطاء النساء حقوق و خيارات أكثر في حياتهن وليس العمل على خلق حدود جديدة لها تقمع إرادتها وتجعلها بالصفوف الثانية بل هي بالصفوف الأولى جنبًا إلى جنب مع الجنس الآخر الرجال حيث قال تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساءً " والجميع مُحاسب على أعماله وليس الحساب فقط على النساء والرجل "شايل عيبه!!" حيث قال تعالى "من عمِل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"

أما من يقول أن المرأة لا تحتاج حقوق حتى في ظل نظر تمكين المرأة وتطور وضعها بالمملكة إلا أن تسخيف حقوق المرأة هو تسخيف لملايين المآسي في المملكة أو في أنحاء العالم بسبب اضطهاد حقوق المرأة وتعنيفها وقضايا الشرف ومنعها من أبسط حقوقها المشروعة قانونًا وشرعًا والعديد من الملفات نراها في المحاكم بخلاف ضعف القضايا المُتستر عليها خارج أسوار المحاكم وسلوكيات كثيرة تحتاج إعادة نظر ! الأمر لا يتعلق بقوانين لأننا نتطور نحو الأفضل ولا يتعلق بالدين لأن الدين رفع قدر المرأة ولكن المشكلة قابعة في عقول بعض الجُهال التي تحتاج وعي وتحتاج أنظمة حقيقية رادعة 

إن كان محيطك إيجابي فـ هناك العديد من المحيطات السلبية وإن كانت دائرتك لا تعاني من أية مشاكل إذهب إلى مراكز الحماية من العنف والرعاية الأسرية أو إذهب لمركز الشرطة أو المحكمة أو شاهد القضايا التي تطرح بين فترة وأخرى بسبب إضطهاد النساء لترى كم هو العالم وردي جميل وحالم بنظرك .. نتمنى أن يكون محيطك إيجابي ونطمح لذلك ولكن لا تسخف مآسي البعض وأنظر للعالم من زاوية أخرى 

⁩ أخيرًا : أنا كـ كاتبة للمقال لا أصنف نفسي تابعة لأي تيار أو فكر فأنا عائشة أمثل نفسي وشخصيتي فقط لكن يجب إعادة تحرير المصطلحات ودارستها فالنسوية تعني العدالة الاجتماعية وأن بعض متطرفيها يستخدمون هذا المصطلح‬⁩ كغطاء لهم فقط وإلا فـ النسوية أسمى وأرقى من تجاوزاتهم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة