مقال بقلمي بعنوان / الطلاق قد يكون نقطة انطلاق في صحيفة الرائدية

 لمشاهدة المقال انقر هنا

في بداية مقالي أود التنويه أن الطلاق ليس جريمة ولا عيباً وليس نهاية مطاف الحياة حتى وإن كان الطلاق أبغض الحلال لكنه في النهاية حلال ومباح !! ومن حق الطرفين سواء الطرفين سواء للرجل أو للمرأة وليس حصرًا وحكرًا على الرجال 

حيث أن الدين الإسلامي راعى مشاعر كل من الزوجين وأعطى لكل  منهما حقوقه فـ في مقابل الطلاق الذي يُعتبر حقًا للرجل يلجأ إليه في حالة استحالة دوام الحياة الزوجية أعطت الشريعة الزوجة الحق في الخلع وهو أن تبذل شيئًا من مالها في مقابل افتراقها عن زوجها وكل ذلك يدل على حكمة الشرع وسماحته

قال تعالى " ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌۢ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌۢ بِإِحْسَٰنٍۢ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْـًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِۦ ۗ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ "

فلا داعي لأن تخشى من الطلاق خاصة إذا كنت تعيش في زواج يسيء لصحتك ونفسيتك وحياتك وليس من الضروري أن يكون الطلاق بسبب أن هناك شخص سيء بالطرفين بل ممكن أن يتم الطلاق لأسباب عديدة غير شخصية منها عدم توصل الطرفين لصيغة تفاهم مشتركة أو الزواج غير المتكافئ وغيرها من الأسباب المختلفة التي لايسعني حصرها في المقال 

قد يكون قرار الانفصال هو الأنسب ليس فقط على الصعيد الشخصي للرجل أو للمرأة بل حتى من أجل الأطفال ! الجميع يتفق أنه ليس من مصلحة أي طفل أن يتربى بعيدًا عن أمه وابيه ولكن في بعض الحالات عندما يكون أحد الطرفين قاسيًا أو يعاني من مشاكل سلوكية واضطرابات نفسية يمكن أن يكون الابتعاد أفضل !  لذلك قد يكون الطلاق لأسباب انسانية بهدف حماية الأطفال من أحد الأبوين أو حمايتهم من العيش في بيئة غير مستقرة مليئة بالصراعات والمشاحنات التي قد تؤدي إلى تهديد سلامهم النفسي

كثير من الزوجات إذا طُلقت ينظر إليها المجتمع نظرة غير سوية فيقولون إنها فشلت في حياتها الزوجية ومن ثم تكون فرصها في الزواج مرة أخرى أقل وكذلك الرجال الذين طلقوا زوجاتهم تكون فرصتهم في الاقتران بثانية أكثر تعقيدًا فسوف يتضاعف الاستفسار من قبل أهل الزوجة الجديدة عن هذا الزوج من حيث أخلاقه ومن حيث أسباب طلاقه !

لذلك هدفي من هذا المقال هو أنه من الواجب تحسين نظرة المجتمع نحو هذا الأمر حيث أن الطلاق لا يعني سوء الخلق دائمًا ولكن قد يكون الزوجين غير متوافقين هذا يفكر بطريقة وتلك تفكر بطريقة أخرى ! هذه تربت بطريقة مختلفة وهذا تربى بطريقة معاكسة تمامًا ، ومن هنا يقع النزاع والشقاق ومن ثم الفراق !

الطلاق لا يعني الفشل ! 

ولا يعني سوء الخلق !

رغم أنه قد يعني الفشل في بعض الأحيان وقد يعني سوء المعاشرة في بعضها كذلك ! ولكن لا يعني ذلك دائمًا وإنما يعني أن التوافق لم يكن ممكنًا والطلاق في النهاية ليس عيب أو عار لأنه أمر شرعه الله تعالى وهو أعلم بمن خلق 

حيث أنه من الممكن أن يعيش زوجين حياة زوجية قائمة وهم في حكم العلاقة المنتهية ومنفصلان شعوريًا منذ سنين! الإنسان لن يعيش الحياة مرتين فيجب أن يدرس حالته ويأخذ قراره ليُسعد نفسه ويسعد من معه ويقضي حياته سعيدًا فالله تعالى لم يخلقنا لنعيش تعساء حزانى وإنما خلقنا لنسعد في هذه الحياة قال تعالى "مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"

نحن لا نضحك على أنفسنا و نقول أن الطلاق يمر كـ عابر سبيل في حياتنا و لكن هي تجربة كـ غيرها من التجارب في حياة الإنسان تقدم له العديد من الدروس والعبر التي يتسفيد منها في المستقبل ومن الممكن أن يكون نقطة انطلاق وبداية نجاح

نعم صحيح مجتمعاتنا العربية الذكورية قد تظلم المرأة على وجه الخصوص في حال إنفصالها لكن يا عزيزتي كوني على ثقة أن الطلاق قد يكون نهاية سعيدة لحياة شقية ومرهقة 

يا عزيزتي أنتِ قوية وأقوى مما تظنين أنتِ لستِ ضحية تستحق الشفقة ولستِ مجروحة حزينة ولستِ متهمة مذنبة عليها درء الشبهات عن نفسها ! بل إنكِ مخلوق عاقل كرمه الله عز وجل ومن حقك أن تحددي مصيرك وتملكي زمام أمرك ! وإذا كانت هناك تجربة فاشلة في حياتك فهذا لا يعني اقتران الفشل بشخصك أو توقف الحياة وانتهاؤها على أعتاب تجربتك !

بل الأجدى والأحرى أن تمنحي نفسك الفرصة لطرح آثار الفشل والبدء من جديد وأن تحولي بقلبك وعقلك الطلاق إلى نقطة إنطلاق

صحيح أنه قد تتحمل المطلقة آثار ندوب العلاقة المكسورة ولكن على الرغم من الآثار السلبية المحتملة لـ الطلاق فهناك العديد من الحالات التي يؤدي فيها الطلاق إلى حياة أكثر سعادة وصحة

خاصة إذا خرجت المرأة من وضع محفوف بالعنف و الصراع  والاضطهاد أو القمع فستكون أكثر سعادة

تذكر دائمًا : أن تكون بمفردك أفضل من أن تكون مع الشخص الخطأ ! و لا تتوهم أنك خرجت ضعيفاً ومهزوماً بعد تجربة الطلاق بل على العكس فأنت الآن أصبحت أكثر خبرة وقوة في الحياة واكتسبت مهارات وقدرات للتعامل مع أي علاقة أخرى في المستقبل والتخلص من علاقة غير ناجحة ربما تكون من أهم الانتصارات في حياتك

أخيرًا : سواء كنت رجل أو إمرأة وتعرضتم للانفصال / تحاشوا الدخول في تفاصيل تجربتك السابقة حتى ولو كان الأمر لتحسين صورتك حتى لا تتحول تفاصيل حياتك إلى طرائف تروى في المجالس و "علكة" تمضغها الألسنة للتسلية وقضاء أوقات الفراغ ! استخلصوا إيجابيات التجربة لتكون عونًا لكم على تخطيط حياتكم الجديدة بصورة صحيحة ولكي يكون الطلاق بالفعل نقطة إنطلاق فـ أنتم الآن تخوضون حياتكم بخبرات أفضل ونظرة أعمق من السابق واستفيدوا من فرصة تغيير حياتكم للأفضل ونموكم الشخصي مع قدر أكبر من الاستقلال والمزيد من الخيارات الشخصية و اعملوا على خلق فرصة حياة أفضل بكل التفاصيل 

فالماضي يكون قوة دافعة إذا اعتبرناه درسًا تعلمناه وقد يصبح عائقًا إذا اعتبرناه ذكرى نعيش عليها ونبكي على أطلالها

تعليقات

  1. مرحبا مدربة عائشة. لم أكمل قراءة المقال.
    الله يسعدك يا مدربة عائشة لكن أذكرك بقول الله تعالى:{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }.
    أنا حضرت قليل من الدورة المقامة التابعة لجامع الراجحي لكن جزاك الله خير الله يسعدك و يعافيك في الدنيا و الآخرة ..... نصيحة بتجنب صور ذوات الأرواح المحرمة في الدورة و في حساباتك . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" كل مصور في النار".

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة