مقال بقلمي بعنوان / الأسد جالس بالبيت .. واللبوة مهتمها الصيد في صحيفة الرائدية

  لقراءة المقال انقر هنا في عالم الحيوان تقوم اللبوة الأنثى بمعظم مهام الصيد بينما لا تتجاوز نسبة صيد ذكر الأسد 10% وهذا في حقيقة الأمر يلامس عنوان مقالي الذي يمثل واقع بعض النساء المُستغلات.

بالطبع لا نجزم بأن المواقف التي سوف أذكرها في هذا المقال إستغلال ! لأن الاستغلال يلزم تكرار المواقف لأنه ببساطة من الممكن أن يكون مجرد موقف عابر أما إذا تكرر ولو بأشكال مختلفة يعتبر استغلال فقد يكرر شبيه الأسد اختلاق أعذار لطلب المال مع ملاحظة تمهيده لطلب المال بجرعة زائدة من الحب والحنان إلى أن ينال المبلغ المطلوب وبعدها يعود إلى معاملته الطبيعية وهكذا يكرر فعلته، أو أن يُسقط عجزه ماديا لزوجته أو أخته أو أمه كأن يقع فى مأزق مادى ويتهمها بالتقصير ويقترح حلول تفعلها بنفسها كأن تشارك فى جمعية شهرية أو التقديم على إستلام قرض بنكى أو بيع ذهبها ويبعد المشكلة عنه رغم أنها مشكلته فى الأساس !!أعتقد بأنه هذا النوع الأهون من أشباه الأسود على أقل تقدير إستغل المرأة بأسلوب غير مباشر ممزوج بالتمثيل واللعب على حبال مشاعر اللبوة المسكينة بمعنى أنه على الأقل حاول مراعاة مشاعرها بشكل أو بآخر أثناء خداعه !

ولكن المشكلة تكمن في شبيه الأسد الذي يعيش على أساس أنه ملك الغابة ويحاول السيطرة على شؤون اللبوة المادية بحيث يمنعها من التصرف بأموالها وقد تصل أحيانًا إلى العنف الجسدي أو النفسي أو الأسري والتهديد !

والمغلوب على أمرها تخاف فقدان وظيفتها بسبب تهديده لها بترك العمل او تخاف خسارة علاقتها بتهديدها بالطلاق و تعتقد اللبوة أن إعطاء المال سوف يجعلها أكثر قرب لأنها شريكته في كل شيء ولكن تندم لاحقًا أشد الندم وتنصدم بتحويشة العمر تُنفق على زوجة ثانية أو على علاقات مُحرمة أو حتى بالإستيلاء على راتبها بالكامل ولا تعد تستطيع أخذ أي مبلغ من دون موافقته حتى لو كان قليلاً وتصبح  في أول يوم من كل شهر تمد يدها له ليعطيها من مالها ما يراه هو مناسباً ! من دون النظر إلى مقدار حاجتها هي !
و إن تجرأت وفتحت أي موضوع يخص مالها تُقابل بثورة كبيرة والإتهام بالتمرد أو عدم الثقة.

وموقف آخر يبكي القلب دموعًا من دم القهر بحيث تراها ترث عن والدها بعض الأموال والممتلكات ويأتي شبيه الأسد يقنعها بأنها لن تستطيع إدارة ذلك الورث بمفردها بسبب قلّة خبرتها في هذا المجال ما يجعلها عرضة للغش والخداع كما أنه لن يرضى أن تخرج وتتعامل مع رجال غرباء في السوق و تعطيه التوكيل حتى تصبح لا تعرف شيئًا عن ممتلكاتها ويخبرها شبيه الأسد أنه يدخر الأموال بإسمه من أجل مستقبلها أو مستقبل أبناءها و كلما احتاجت إلى مبلغ من المال لتقضي بها حاجة ما تضطر إلى أن تطلب من شبيه الأسد بإلحاح شديد لكي يُلبي لها ما تريد و عندما تطلب حتى وإن كان الطلب مبلغ يسير يُشعرها بأنها مُبذرة وكأن المال ماله ويتفضل عليها به.

وفي بعض الحالات الأخرى يكون الرجل كالثعلب المكار  يستغل ولكن ليس دفعة واحدة ! بل تدريجيًا حين تمنحه المسكينة بعض الثقة فتعطيه كلمة السر الخاصة بحسابها البنكي وحق السحب من أموالها ويكون هذا إما بحسن نية منها أو بسبب إلحاحه الدائم على ذلك من أجل تسهيل أمور الحياة ويقنعها بأنه يفعل ذلك كخدمة لها وأن هذا نابع من حبه لها وللأسرة او حتى لا تتكبد عناء الذهاب إلى البنك والتعامل مع الموظفين !
فيحصل على تفاصيل حسابها البنكي أو قد يقنعها بعمل توكيل عام للتصرف والتحكم في أموالها ومستحقاتها أو ما تمتلكه من أصول عقارية وتجارية وتبدأ تعاملاتها المالية مع هذه الجهات تقل تدريجيًا حتى تصبح له السيطرة الكاملة على الدخل والصرف الخاص بحسابها مع حفاظه على إعطائها مصروفا محددًا والذي غالبًا ما يقل تدريجيًا تحت إدعاء أن الأعباء الحياتية للأسرة تزيد وحتى تصل المسكينة لمرحلة طلب المال "الذي هو أصلًا مالها الخاص " ويقابل هذا الطلب بالرفض!

فعلًا ياله من ثعلب مكار !!

مشكلة أشباه الرجال لا يعرفون من الدين إلا أحاديث معينة تناسب أهوائهم وتناسوا أن الشرع قد أخبر أن الرجال هم المنفقون على النساء بالمهر والنفقة قال تعالى :"وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا"
وفي ديننا الإسلامي مايكفي من الأدلة من الكتاب والسنَّة وإجماع العلماء على وجوب نفقة الزوج على زوجته وأنه ليس له أن يحملها نفقة نفسها ولو كانت غنية إلا برضاها وبطيب نفس منها

مشكلة بعض أشباه الرجال يفردون عضلاتهم ويقولون نحن القوامين على النساء ويرى القوامة تحكم وسيطرة فقط ! إذًا يا أخي القوّام تعفف يا عزيزي عن أخذ المال من المغلوب على أمرها إذ أن هذا يعتبر تشكيك في قوامتك وشهامتك يا شبيه الأسد يا ملك الغابة ! إن الله جعل من مقومات القوّامة إنفاقك عليها لقوله تعالى  : " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " وبالطبع لن اتطرق لمفهوم القوامة فقد طرحته سابقًا في مقالة مستقلة لكن غريب وعجيب منطق بعضهم أن من واجبات المرأة العاملة أن تُنفق على نفسها وعلى بيتها أو التشكيك في قدراتها على إدارة أموالها أو حتى بحجة تبذيرها الأموال في الكماليات من دون حساب !

يجب أن يعي المجتمع أن المرأة العاقلة الراشدة لها حرية التصرف بمالها وليس من حق أحد إجبارها على مشاطرتها مالها ومشكلة بعض النساء يعتقدن أنه إذا سمح لها زوجها أو أهلها بالعمل فمن حقهم مشاركتها مالها لكن في حقيقة الأمر لا يوجد قانون يسمح للرجل بمشاركة المرأة راتبها أو إرثها أو ممتلكاتها كما لا يجوز أن يأخذ منها شيئًا أعطاها إياه وليس له الحق كذلك في منعها من أن تتصرف في مالها أو أن تُنفق منه على وجه التبرع مثل الصدقات والهبات وغيرها وأن الزوجة غير مطالبة بالمشاركة في النفقات الواجبة على الزوج تجاه أُسرته فإن تطوعت بذلك فهو أمر راجع إليها وهو من دواعي المعاشرة بالمعروف وتحقيق التعاون بين الزوجين فقط وليس أمر مطلوب

بالطبع أنا أؤمن بالشراكة في المسؤوليات المادية وسد الثغرات المادية للبيت خاصة في ظل الحياة المعيشية الصعبة لكن هذا يكون برضاها وبموافقتها وعن طيب خاطر حتى وإن كانت غنية بدون أن يتخلى شبيه الأسد عن مسؤولياته بالإنفاق وبدون ضغط مباشر أو غير مباشر من شبيه الأسد وبدون إستغلال ! وذلك يكون بشكل معقول وموزون فـ القانون لا يحمي المغفلين ولا يسعني ذكر قصص ضحايا هذا الإستغلال من ناحية قانونية

آخر مقالي نصيحة موجهة للمسكينة شبيهة سفينة الصحراء بتحملها عطش وشح وبخل وإستغلال بعض أشباه الرجال لها إذ لابد من توعية النساء بشؤون التوثيق القانونية التي تضمن لها حقها فلا تقوم بعمل توكيلات بالتصرف في ممتلكاتها و في حالة شراء عقار أو أرض مشتركة يجب عليها توثيق حقها لأنها في حالة عدم التوثيق لا يجوز لها المطالبة بشيء أو تأخذ قرض بمبلغ وقدره وتقع فريسة ضحية وتعض أصابعها ندم بعد فوات الأوان والكثير من الحالات ترد إلى المحاكم بسبب هذه التصرفات البالية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة