مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة

لقراءة المقال انقر هنا  القوامة في اللغة العربية: هي من قام على الشيء، أي الحافظ على الشيء أو الراعي لمصالحه.

أما الولي فهو: من قام به وتولى أمره وأعانه ونصره وأحبه، وقال الله تعالى {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا} أي أن الله نصيرهم وظهيرهم ويتولاهم بعونه وتوفيقه.

إذًا قوامة الرجل ليست تفضيلًا مطلقًا له، وإنما هي مسؤولية وأمانة تترتب عليها حقوق وواجبات، والقوامة لا تعني التسلط والقهر كما يعتقد بعض الجاهلين، وتنفيذ كل ما يأمر به الرجل مهما كان ما يأمر به، صوابًا كان أو خطأ، حيث جعل سبحانه وتعالى إنفاق الرجال على النساء سببًا من أسباب القوامة، أما الولاية فتكون على الصغير القاصر وهو الذي لم يبلغ سن الرشد.

فمن يسيء استخدام قوامته وولايته متعلق بستائر الدين الإسلامي، هذا الجاهل يشوه ويهدم صورة شريعتنا بالرغم من أن الدين كرّم المرأة واحترم كيانها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس حرصًا على المرأة، فكان صلى الله عليه وسلم يرفع من شأنها ويشاورها ويأخذ برأيها وحذّر من ظلمها.

فالمرأة في الإسلام مُكرمة ولها حقوق مثل ما عليها من واجبات، إلا أن بعض العقول الجاهلة تمارس الظلم والاستبداد تحت مسمى الولاية، بمثل منعها من الزواج أو تحديد ما تعمل أو ما لا تعمل أو يشتم ويلطم أو يستولي على راتبها أو مهرها، أو حتى بحكم القوامة يعقد بأن يحق له تعنيفها وضربها ثم إذا ناقشته بهذه التصرفات يقول: "الرجال قوامون على النساء"، وقد يكون لا يحفظ من النصوص الشرعية إلا هذه الآية، ويفهمها بأن من حقه فعل ما يشاء وهذا فهم سقيم وعقيم، فإن معنى الآية ليس هكذا حيث قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.

ولله الحمد نحن في بلاد الحرمين بدأ غُبار الجاهلية الصحوّي يزول حيث أقرت حكومتنا الرشيدة بعض القرارات التي تثبت أن القوامة ليست بمعنى التحكم للمرأة البالغة الراشدة وعند وصولها إلى عمر 18 عامًا لها حق اتخاذ قراراتها بنفسها والتي تشمل القيادة واستخراج جواز سفر والسفر إلى خارج البلاد والسكن والعمل دون إذن شخص آخر، وأيضًا حكومتنا قيد العمل على بعض القرارات الأخرى في صالح النساء والأحرى لمن يتستر بستار الدين أن يطيع ولي الأمر وهو الحاكم للدولة والسُّلطان، فالمشكلة لا تكمن في الدين اليسير ولا بالقوانين الحكومية بل بالفكر البالي المتمسك بالعادات الذكورية أكثر من الحلال والحرام.

أخيرًا: لم يجعل الله القوامة سبب يستغله الجُهال في إذلال النساء والتحكم بهن وفق أهوائهم والحط من قدرهم وسلبهم حقوقهم ولا تعني إلغاء حقوقها وتهميش شخصيتها، فالقوامة هي منحة للنساء وتكليف للرجال بشكل عام وهذا المقال لا يعني عدم احترام النساء لأولياء الأمور بل الاحترام أوجبه الشرع والأخلاق أيضًا، ولكن خلاصة المقال شرح لمعنى القوامة والولاية المغلوط عند البعض بشكل بسيط وسريع بأن القوامة لا تعني التعدي على حقوق النساء والتحكم بهن.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !