مقال بعنوان / سفر أم سقر ؟ .. في صحيفة عيون المدينة

 لمشاهدة المقال انقر هنا قبل أن أدخل في صلب موضوعي وهو سفر المرأة أنا لست شيخ دين ولست متبحرة في العلوم الدينية ولكن هناك بعض المفاهيم أحببت أن أبحث عنها وأذكرها في مقالاتي إن أعجبتك خذ بها وابحث عنها للإستزادة وإن لم تعجبك فأنت لك حرية قرار قراءة ما يعجبك من مواضيع وأنا لي حرية إختيار ما أريد التطرق له من مواضيع، لأن البعض يتجبر بالطغيان لكي يحدد لي المواضيع التي أكتب عنها أو أتطرق لها وهذا قراري وحدي فـأنت لست وصيّ عليّ لتحديد ما أكتب ولا أنا وصية عليك لقراءة ما أكتب.

أطلت بالمقدمة وأعلم هذا ولكن تجنبًا لكثرة الجدل في هذا الأمر وجب التنويه في بداية المقال لبعض العقول أما بالنسبة لـسفر المرأة ولله الحمد أصدرت الحكومة السعودية الرشيدة العديد من القرارات في صالح المرأة ومنها قرار السماح للمرأة للسفر بدون محرم وإستخراج جواز سفر ولست أقول قولي هذا إلا لأننا دولة إسلامية تطبق الشريعة السمحة في كل قراراتها بعيد عن زمن الصحوة وقدمت حكومتنا إصلاحات قانونية لصالح النساء، وجزاهم الله خير الجزاء ولاة أمورنا لكن الإصلاح الذي نتحدث عنه هو إصلاح العقول التي تحكمها العادات والتقاليد بشكل أهم من الحلال والحرام.

أولًا في قضية حديث عدم سفر المرأة إلا بوجود محرم مسيرة يوم وليلة سؤال للعاقلين هل الآن يستغرق السفر لأقصى البلاد يوم أو ليلة أو عدة ساعات بسبب التطور التكنولوجي ووجود السيارات والطائرات؟ فلا يعقل أن يكون هناك سفر لمدة يوم وليلة لا شك أن الله أنعم علينا بتقريب المسافات وذهاب كثير من الخوف الذي كان يصيب الناس في سفرهم قديمًا عبر تيسير وجود وسائل المواصلات الحديثة، وما كان يقطع في أيام وأسابيع صار يقطع في ساعات معدودة أيضًا، هذه الأحاديث محمولة على حالة إنعدام الأمن أما إذا توفر الأمن بعد موافقة ولي الأمر فما هو المانع من سفرها؟

أيضًا من يحرمون سفر المرأة هم نفسهم يجيزون استقدام خادمات من الخارج ومن بلدان بعيدة، فعلًا تناقض عجيب خاصة عندما يمنعون الخادمات المسلمات من الحج بحجة أن ليس معها محرم مع أنه قد لا يتيسر لها الحج لو رجعت إلى موطنها، في الوقت الذي يجيزون سفرها بدون محرم لتعمل لديهم أما الحج لا يجوز! تناقض لأبعد الحدود.

وعلى أية حال حتى أمهات المؤمنين رضى الله عنهن خرجن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه للحج فى عهد عمر رضى الله عنه، وقد أرسل معهن عثمان بن عفان ليحافظ عليهن رضى الله عنه وهو ليس محرم لهن، أيضًا ورد في صحيح البخاري قول النبي: "توشك الظعينة أن تسافر من مكة إلى صنعاء لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها" ( الظعينة هي المرأة أو الهودج المقعد الذي يوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النساء) وهنا أقر النبي سفر المرأة في الزمن الذي يكون فيه العدل وعدم الخوف ووجود الأمن.

بالإضافة إلى أن بعض النساء لا يوجد لهم محرم قريب أو حتى بوجوده قد ينشغل بأعمال أخرى أو غير متفرغ عدة أمور أرى ديننا سمح تجاهها وحتى قانون حكومتنا سمحة تجاهها مثلًا عند وجود وظيفة في مدينة أخرى أو قرية بعيدة أو مثلًا السفر للدراسة أو السفر للحج أو أي أمر حتى لو لم يكن واجب ولكن بموافقة ولي أمرها فما هو المانع إن الله عز وجل لم يشرع حكماً ولا سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً إلا لأمر علمها من علمها وجهلها من جهلها، وقد يكون أمر منصوص وقد يكون مستنبط وقد يكون علّة وأمر عدم جواز سفر المرأة بدون محرم هي الخوف على المرأة من الاعتداء خصوصاًَ في السفر قديماً أما الوسائل الحديثة كالطائرة فالمدة في الغالب يسيرة ولا يستطيع أحد الاعتداء عليها، ومن يقول أنه قد تختطف الطائرة في أسوء الأحوال فإن محرم المرأة في هذه الحالة لو كان معها وقتها سيكون مختطفاً ولن يستطيع عمل شيء! أما مسألة التحرش مثلًا فهو يحصل في السوق وعبر الهاتف وفي كل مكان وليس مقتصر فقط في السفر.

أخيرًا: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، والدين يسر وأيضًا هناك قاعدة إسلامية فقهية تقول "الضرورات تبيح المحظورات" وللتنويه أي مقال من المقالات سواء لي أو لغيري يمثل وجهة نظر صاحبه فقط لا غير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة