مقال بعنوان / ثقل التربية يقع على عاتق الأم .. في صحيفة الرؤية الدولية

 لمشاهدة المقال انقر هنا مشكلتنا أن غالب مجتمعنا يتبع نظام المجتمع الأبوي وبكل جدارة حيث يظن المتخلفون منهم أن مسؤولية تربية الأبناء تقع على الأم فقط ! مسكينة هي الأم حتى وإن قطعت نفسها إربًا إربًا لن تُرضي متخلفون المجتمع الأبوي حيث يظنون أن الأب لا يطلب منه سوى تأمين الحاجات المادية ولا يتدخل بالتربية بأي أمر سوى توفير المال

الرؤية الإسلامية لا تقدم مسؤولية أي من الرجل أو المرأة في الأسرة على الآخر فالرعاية والتربية مسؤولية الوالدين معاً وكلاهما “مسؤول عن رعيته” !

مشكلة المتخلفين يلقون اللوم دائمًا على الحلقة الأضعف بالنسبة لهم وهي الأم وأي خطأ بالتربية أو سوء تصرف للأبناء توجه أصابع الإتهام على الأم بل وتصل لمرحلة بكل بجاحة قد يهدد رب الأسرة زوجته بالطلاق أن لم يتم إصلاح سوء تصرف أبناءه ! لحظة لحظة أين دورك بالموضوع أنت كأب بالموضوع ؟

صحيح أن تربية الوالدين من عوامل سوء أو حسن التصرف ولكن هناك أمور أكبر بكثير قد تؤثر على تصرفات الأبناء وقد يكون إبن صالح من أسرة غير صالحة وقد يكون إبن غير صالح من أسرة صالحة فـ هذا ليس مقياس للحكم أبدًا .. ولنا في نبينا إبراهيم عليه السلام مع “أبيه” عابد الأصنام العبرة ! أيضًا لنا في نبينا نوح عليه السلام مع “إبنه” الذي تخلف عن ركوب السفينه بسبب كفره عبرة !

التربية مسؤولية الطرفين ودور الأم لا يقتصر على الإنجاب فقط ودور الأب لا يقصر على الماديات فقط فكلاهما تُقسم التربية عليهم على حد سواء ومتابعة تعليمهم وإنجازاتهم و نموّهم العاطفي والنفسي والفكري والأخلاقي والديني مسؤولية الإثنين معًا وليس حِكرًا على الأم !
الصحة النفسية والفكرية للأبناء لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية وتعتبر أساسًا في تكوين شخصية الأبناء وسلوكياتهم

لماذا إذًا الأنانية في النظام الأبوي الذي يريد أن يأخذ الحب ولايعطيه يريد حب أبناءه وفي المقابل يلقي اللوم في أي فشل على الأبناء أنفسهم أو على الأم ! هؤلاء الأبناء سوف يعانون نقصًا عاطفيًا كبيرًا

مشكلة النظام الأبوي يقتصر فكره في التربية “إن وجدت” تحت مسمى فرض التدخل في كل أمور الأبناء حيث يضع نموذجًا يجب أن يكون الإبن مثله ! هذا الأب أو حتى هذه الأم يريدون وضع الإبن في قالب يمكن أن يكون ضيقًا فيخنقه أو واسعًا فيضيع فيه ! هذا النموذج المُحدد مُسبقًا لن يحصد سوى شخصية تابعة وضعيفة !

أي خطأ يحصل في الأسرة تُلقى التهم على الأم المسكينة فالنظام الأبوي يرى السلبيات من دون الإيجابيات فلا يرى الجهود والتضحيات التي تبذلها الأم بل قد يرى الإبن مقارنات محطمة في هذه الحالة يشعر الإبن المهان أو الأم المُهانة بالفشل المستمر مما يولّد لديهم عقد نفسيّة فيصبح سلوكهم فاشل إنطلاقًا من نظرتهم السلبية إلى أنفسهم

مفهوم التربية للأسف مُقتصر على النساء دون أن نلقي الضوء على دور الآباء في هذه التربية وأهمية دورهم في بناء شخصية الأبناء فوجود الأب كمعلم في حياة الأبن يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته وإعداده بالرغم من أن الأم هي الأساس في حياة الإبن منذ الولادة إلا أن دور الأب تبقى أهميته موجودة من نوع آخر وذلك من خلال تقديم الحنان الأبوي

ما أجمل أن يكون الأب في حياة الأبناء بمثابة الصديق المخلص الموجود دائماً حتى لو كان غائباً أو إنشغل بأعماله إلا أن مبادئه وأفكاره راسخة في أذهان الأبناء

للأسف الأب أصبح دوره مجرد بنك للتمويل يكد ويشقى لتوفير المال لزوجته وأبناءه ويغيب لساعات طويلة عن المنزل ويصبح كالضيف الذي يحل على البيت ليأكل وينام فقط .. ثم بعد هذا يلقي التهم على الزوجة المسكينة ويحملها المسؤولية كاملة ومهما تعددت مسؤوليات الأب خارج المنزل فهذا لا يعفيه من مسؤوليته الأسرية فدور الأب في تربية الأبناء لا يقل أهمية عن دور الأم

وآخر مقالي : دعاء لسندي في هذه الدنيا فلا حب بعد حب أبي ولا قلب أبيض كـ قلب أبي.. ولا عشق بعد عشق أمي ولا روح كـ روح أمي .. أحفظهم لي يارب وإحفظ للجميع والديهم وإرحم الأموات منهم


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة