مقال بعنوان / هُراء النظرة الإيجابية في الحياة السوداوية .. في صحيفة عيون المدينة



دائمًا ما نسمع كن إيجابي أو كن سعيد أو غير نظرتك للإيجابية ! البعض يعتقد أنه مجرد كلام فارغ وتنظير وأنا شخصيًا دائمًا ما أنصح في بعض الدورات التدريبية بالنظرة الإيجابية وقد أُقابل بإستهجان من قِبل البعض ! 

قد يعتقد بعضهم بأنني أبالغ بالدعوة للإيجابية وأنها هُراء ! للأسف لا يأخذ المُحبطين الكلمات بجدية لأنهم لا يفهمون ما الذي تعنيه النظرة الإيجاببة بالفعل ! 

يعتقدون بأننا عندما نقول كن إيجابي يجب أن نُلغي الحزن من حياتنا ! لا لا بالعكس يجب أن نعطي المشاعر حق قدرها ونحزن لأي أمر محزن ونفرغ عواطفنا ولكن المغزى والهدف من النظرة الإيجابية هي أن لا ننغمس بالحزن بل النظرة الإيجابية بحد ذاتها يعني تقبل الأمور السلبية ولكن من منظور آخر 

حياتنا ربما تكون ١٠٪؜ أمور خارجة عن الإرادة ولا حول لنا ولا قوة بها أما ٩٠٪؜ الباقية هي نظرتنا وتعاملنا مع هذه الأمور الخارجة عن الإرادة وكيف نديرها فـ نحن لن نقدر في كل مرة التحكم فيما يحدث في حياتنا لكننا قادرون دائمًا على اختيار الكيفية التي نفكر و نشعر بها حيال تلك الأمور ويمكننا أن نختار أن ننظر للأشياء من وجهة نظر إيجابية أو سلبية .. ببساطة أنت من يقرر وأنت سيد قرارك وأنت سيد مزاجك وأنت سيد مصيرك

مشكلة البعض يعتقد فقط في لونين "الأبيض و الأسود" بحيث يجعلون كل شيء يواجههم في حياتهم إما "إيجابي" أو "سلبي" ولا يوجد أي ظلال ودرجات ألوان رمادية في المنتصف ! 
‫الصحة النفسية والنظرة الإيجابية لاتعني أن تشعر أنك بخير أو أن تشعر فقط بالمشاعر الإيجابية ! الصحة النفسية هي أن تشعر بالمشاعر كلها الإيجابية منها والسلبية وأن تعرف كيف تتعامل معهما كليهما !‬ 

الله سبحانه ما ابتلانا بأي أمر سلبي إلا لنرقى في مدارج الكمال قال تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " يجب أن نؤمن بالقضاء خيره وشره ليس أي إيمان بل إيمان مقترن بالرضا لكل أمر مكتوب نعم نحزن ولكن لا نغرق في بحر الأحزان

تتراوح حياتنا دوماً بين صعود وهبوط فإذا اعتقدت انك مخلوق لصغائر الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير منها ، وإذا اعتقدت انك مخلوق لعظائم الأمور شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز

نحن بالنهاية بشر نتأثر بشكل طبيعي بالأفراد المحيطين بنا لذلك تجنب الأفراد الذين يتسببون بقصد أو دون قصد في استنزاف طاقتنا وحماسنا ونظرتنا الإيجابية ، إذا كنت غير قادر على تجنبهم أو كنت لا ترغب في ذلك ! فتعلم كيفية عدم السماح لهم بالتأثير على نظرتك الإيجابية وصحتك النفسية

ولله الحمد بدأت بإلغاء أشخاص في حياتي هم هالة سلبية قد لا ألغيهم فعليًا من حياتي ولكن ألغيتهم من قاموسي الذهني وعندما عملت بهذا الأمر فعلًا نظرتي الإيجابية للحياة أصبحت مشعة بشكل أجمل وأروع من السابق لذلك كلماتي عن النظرة الإيجابية والصحة النفسية ليست تنظير كما يعتقد البعض بل أسعى أن أصّل بها للمرحلة الملكية والسلام النفسي 

بشكل عام يجب علينا التركيز على ما نريده وليس على ما لا نريده ! يجب علينا التركيز على الجوانب المضيئة في حياتنا لأن التركيز عليها سيزيدها كمًا 


أخيرًا : تطوير النظرة الإيجابية للحياة هو عملية تطوير لمهارة شخصية وتمامًا مثل أي مهارة أخرى سوف تحتاج إلى وقت من أجل إتقانها وتتطلب مننا ممارسة صادقة وتذكير دائم حتى نضمن عدم الانتكاس والوقوع ضحية للأفكار السلبية .. لا بأس ببعض الحزن فرغوا مشاعركم ولا تكبتوها لكن لا تنغمسوا بالسلبية وأنظروا للحياة بنظرة إيجابية وطوروا مهارة النظر للأمور بإيجابية بشكل جدّي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة