مقال بعنوان / بالتأكيد ليس سعودي ! بالطبع ليست سعودية .. في صحيفة الرؤية الدولية

https://alroeyah.com/articles/64392#.XwnK5seC-OY.whatsappمفارقات عجيبة تعددت في الآونة الأخيرة وأغلبها تُجمع بأن مجتمعنا السعودي ينكر وجود أي خطأ قد يصدر منه و يريد من الجميع أن يكونوا ملائكة!
وكأن جنسية هذا السعودي وهذه السعودية بمثابة صك الغفران لهم والعصمة من جميع الأخطاء نريدهم لا يخطئون ولا يقصرون ! وفي خضم ازدحام هذه المواصفات الكاملة ننسى أنفسنا وننسى أخطائنا !

والسؤال يقول هل نحن ملائكة مُنزلين من السماء ؟ حتى نطلب من البعض بشأن جنسيتهم أو جنسهم أو قبيلتهم بل نلزمهم أن يكونوا كذلك !! الحقيقة الواقعية هي أننا لسنا ملائكة ! فأنا وأنت نغفل ونقصر و نُخطأ والسعوديين يفعلون ما يفعل الآخرين من كل الجنسيات والمُجتمعات من أشياء سلبية كثيرة وأخطاء عديدة نحن لسنا ملائكة ببساطة

بمعنى عندما يخطيء شاب أو يقوم بأي فعل يقولون “مو سعودي” وعندما تقوم الشابة بأي خطأ يقولون “مو سعودية” وإن أُثبتت جنسيتهم يتكبرون ويقولون أكيد “مو سعوديين أصل بالطبع أصولهم غير سعودية” لا أعلم كمية الإصرار والتكبر والتجبر بأن السعودي والسعودية يملكون صك العصمة من الأخطاء والمفارقة العجيبة حين نكتشف أخطاءنا فإننا نغظ الطرف عنها ولا نريد أن نتحدث بها بل نريدها أن تمر مرور الكرام من غير أن يتكلم بها أحد ! أما غيرنا هو ما نقتات به في أحاديثنا

إن الشجاعة الحقيقية في أن نواجه أخطاءنا كسعوديين أو عرب ونعترف بها ومهما كانت أخطائنا كبيرة فإننا إن تبنا منها فإن الله تعالى سيغفرها لنا بإذن الله من نحن لنطلق أحكام على البشر فالحكم يكون من رب البشر وليس مننا

يقولون “إذا أحسنت إلى إنسان، فانتظر منه الإساءة” تربح دائما ! فأولًا : يكون إحسانك لله وثانيًا إذا أساء لم تصب بصدمة نفسية والثالثة : إذا لم يسئ فأنت رابح والرابعة : إذا أحسن فأنت رابح والخامسة : إذا كافأك فأنت رابح

الجميع يخطأ بغض النظر عن جنسيته وجنسه والجميع يُذنب بل خلق الله الناس جميعًا مُخطئين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”
ببساطة لكل فرد من بني آدم حظه من الخطأ

إنتمائك لجنسية معينة أو قبيلة معينة لا يعني تحكمك ووضع قيود للبقية فأنت سوف تُحاسب وحدك وهم سوف يُحاسبون وحدهم فأنت لست وصي على الآخرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” وإن كان إطلاق أحكامك تحت مبدأ الأمر بالمعروف فـ الأمر هذا له مباديء معينة وأولها اللين حتى في خطاب موسى لفرعون الذي تجبر وطغى بالعصيان أمره الله بالخطاب اللين فمن أنت لتحكم بجنسية شخص بسبب خطأه فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ومن اشتغل بالناس نسي أمر نفسه وأوشك اشتغاله بالناس أن يوقعه في أعراضهم بالقيل والقال !!

أخيرًا : إمتلاكنا للجنسية السعودية أو حتى العربية لا يعني العصمة من الخطأ !!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة