مقال بعنوان / من ضلع اعوج في صحيفة الرائدية

لمشاهدة المقال انقر هنا  نرى إن بعض الجاهلين يتكئون على النصوص الدينية في بذائتهم ولا عجب في ذلك فالعصا السحرية في مجتمعاتنا المؤدلجة هي الدين ، ليست هذه القضية في هذا المقال والموضوع يطول شرحه ولكن سأركز على اتخاذ بعض الألفاظ التي يفسرونها بعض الجاهلين حسب تصوراتهم و سأركز هنا على لفظ من ضلع أعوج ! ويقتصرون بذلك على فهمهم المحدود بلا بحث عن المعنى الحقيقي في الشريعة الإسلامية السمحة ! هل الدين الإسلامي العظيم ممسحة يتمسحون فيه الجاهلين وينسبون له ما ليس فيه؟! إجابة قطعية لا !!
الدين جاء ليُعلي من قيمة الإنسان سواء رجال أو نساء وليضعهم في موضع عالي من الرفعة والشأن ، جاء الدين لـ ينير العقول ويربي القيم والأخلاق ، تخيل معي يا أخي الجاهل إن ألقينا بكل هذه المرامي وراء ظهورنا واخترنا من الدين فقط أن يكون مجرد تبرير يدعم موقفنا حسب مصالحنا !

إستغلالكم لـ بعض التفاسير التي جاءت كأثر لبعض النصوص الدينية وإستخدامها للطعن والتقليل من شأن المرأة مثلًا ( المرأة خُلقت من ضلع أعوج ) الجاهلين يستغلون هذا الحديث أن المرأة طريقها معوج دائمًا وغير مؤهلة ويستخدمونه للتقليل منها هذا الحديث لا يتكلم عن طبيعة عوجاء للمرأة ! إنما شرح وأرسى شكلاً ودوداً للتعامل معها وعلى فكرة إن المرأة كما الرجل مأمورةٌ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى وإن وقع ذلك من رجل وهذا يعني أن العوجاء قد تقوّم أعوجاجًا خاصة إن فسّرنا العوج بمعنى القصور ! وهو مما يشتركُ فيه الرجال والنساء والبشرية أجمع فلكلٍ مننا نصيب في القصور و العوج

دعونا نسلط الضوء على الحديث الشريف المقصود في هذا المقال ورد عن أبي هُريرةَ – رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا، فإنَّهنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلع أعلاه، فإنْ ذَهبتَ تُقِيمه كَسَرْتَه، وإنْ تركْتَه لم يزلْ أعوج، فاستوصُوا بالنِّساء خيرًا)
ومن ذلك ركز الجاهلين أن المرأة خُلقت من ضلع أعوج ! ولم يدركوا أن النبي (صلى الله عليه وسلم)  أراد المعنى المجازي وليس اللفظي ! بل غفلوا عن أول الحديث وآخره ولم يروا فيه إلا الضلع المعوج !
فالحديث الشريف يبدأ بتوصية الناس بالمرأة وينتهي بالتوصية مرة أخرى !
وسياق الحديث واضح، ومعناه جلي في أنه يلفت الإنتباه إلى مراعاة مشاعر النساء التي لها تركيبة خاصة وضرب مثالًا بالضلع الذي هو معوج ليحمي الصدر والقلب فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولت تقويمه أو معاملته بالقوة وهكذا المرأة ! فـ لابد أن تعاملها بلطف ولين فالخلق هنا خلق معنوي لا مادي كما في قوله تعالى عن الإنسان {خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَل} وليس هناك مادة اسمها العجل بل تتحدث الآية عن طباعه !

كما أن الحمقى لم ينتبهوا إلى أن اعوجاج الضلع هو عين وأساس كماله ! لأن الضلع لو كان مستقيمًا لأصبح معيبًا فكمال الضلع الذي في الصدر هو اعوجاجه ! تخيل أن صلع صدرك مستقيم فكيف يحمي قلبك ، فلا تتم مهمة الضلع إلا بإعواججه ومن ذلك نفهم أن الإعوجاج هنا هو صفة مدح وليس صفة ذم للمرأة لأن هذا العوج في حقيقته هو استقامة ! ويدل على العاطفة وأنها خلقت سكنٌ ولطفٌ ورحمة وعطف وذلك دليل تشببيها بالضلع القريب من القلب وفُضلت المرأة بزيادة العاطفة وهذا رحمة للعالم أجمع فإذا قلنا "المرأة ناقصة عقل" فـ نستطيع أن نقول الرجل "ناقص عاطفة" وليس هذا عيب في الرجل ولا عيباً في المرأة !
فكل هذه الألفاظ هي استعارة وتشبيه لا سبب يُستغل لتنقيص المرأة وتقليل شأنها وازدرائها يا معشر الذكوريين بل القرآن والأحاديث في أكثر من موضع قد وضحت المعنى المراد يقول تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

أخيرًا
قبل إتخاذ ستار الدين الإسلامي الرحيم غطاء لأفكارك الذكورية الجاهلية فقط تفكر ! وإبحث ! وفسِّر !


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة