مقال بعنوان / امرأة ناقصة عقل ودين في صحيفة الرائدية

لمشاهدة المقال انقر هنا انتشر بين بعض الجاهلين قول أن النساءَ ناقصات عقل ودين عندما تُقدم أي أنثى على فعل أمر خاطئ أو للتقليل من شأنها والاستهزاء بها والسُخرية منها

والحجة لشرذمة الذكوريين الجاهلين بقولهم هذا أن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر ذلك في حديث وارد عنه والعجيب بأن أغلب الذكوريين ( للتوضيح : لفظ ذكوريين يطلق على الرجال و النساء بل للأسف النساء عددهم أكبر ) يأخذون من الدين ما يعجبهم ويفسرونه بما يوافق أهوائهم ! وتناسوا بأن الدين الإسلامي كرم المرأة ورفع شأنها بل والرسول أستوصى بها خيرًا فكيف تأتي أنت ياذكوري وتنقص منها ! أو تأتين أنتِ يا ذكورية وتنقصين من بنات جلدتك ! فعلًا سؤال يثير الاستغراب والدهشة ! قبل أن تُلقوا التّهم تفكروا بالأحاديث قبل إقحامها في خطاباتكم الجاهلة
إن نقصانَ العقل والدين المقصود به أمرٌ يتعلق بخلقهنَّ وليس لسوءٍ ألَمَّ بهنَّ !

بالنسبة لنقصان دينها فذلك لأنها في حال الحيض والنفاس تدع بعض العبادات كـ الصلاة والصوم وهذا ما خلقها الله عليه رحمة منه عليها ! أما الرجل لا يحيض لذلك يتم كل العبادات في كامل أوقات الشهر ! و ترك المرأة الحائض للصلاة والصيام ليس فيه إثم أو تحريم بل هذا أكبر دليل لـ تكريم للمرأة حيث أسقط الله عنها ذلك في وقت حيضها رأفة بها لأن الأنثى في ذلك الوقت تكون في حالة إضطراب لذا خفف الله عنها التكاليف في هذه المدة!

ولنأتي بنفس عقلية الجاهلين ونقول لهم جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا تزوج العبد فقد كمّل نصف الدين، فليتق الله في النصف الآخر ).. إذًا هل يصح بعد هذا الحديث التشكيك بـ كمال دين الرجل بغض النظر عن تفسير الحديث ؟ عدة تساؤلات أنتظر من هؤلاء الجاهلين الإجابة عليها

أما نقصان العقل هذا لايتعلق أبدًا بذكائها أو قُدرتها بل هو أمرٌ متعلق بالشهادة ولأن المرأة خلقت عاطفية ولأن شهادة امرأتين تُعادل شهادة رجل واحد بسبب عاطفتها و فُضلت المرأة بزيادة العاطفة وهذا رحمة للعالم أجمع فهي الأم والزوجة والأخت والحبيبة و فُضِّل الرجل بسيطرة العقل عليه فإذا قلنا "المرأة ناقصة عقل" فـ نستطيع أن نقول الرجل "ناقص عاطفة" وليس هذا عيب في الرجل ولا عيباً في المرأة !

إذًا كونها بنصف شهادة الرجل فهذا بنص القرآن ولا علاقة له بنقصان العقل و كونها تحيض فلا علاقة له بنقصان الدين لأنها لو صلت أو صامت لأثمت

نقصان العقل والدين لايعني إتهام لها يامعشر الجاهلين ولا يعني نعتها بالغباء أو تدني معدل ذكائها مقارنة بالرجل لأن هذا ظلمٌ عظيم لها وليس هذا فحسب بل وظلمٌ عظيم حتى للإسلام والدين الإسلامي الذي رفع من قدر المرأة حيث أن الحقيقة تكمن في فحوى هذا التعبير وهو الذي اتفق عليه أهل العلم بكل وضوح وإنما هو إخبار عن معنى واقع بالفعل ليس فيه اتهام ولا تنقيص وليس المراد من اللفظ ظاهره وإنما المراد به ما وضحه باقي الحديث وكفى بالإناث شرفاً ورفعة أنهن وصية نبينا أن استوصوا بهن خيراً ! أيضًا رسولنا الكريم إستشار أم سلمة حيث كانت صاحبة رأي صائب وعقل راجح وقد أخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمشورتها عندما حدث صلح الحديبية بين المسلمين والكفار فكيف يستشير الرسول ذات العقل الناقص ؟

ولست بصدد ذكر أمثلة واقعية عن النساء العبقريات اللواتي مهدن الطريق أمام اكتشافات وإنجازات مؤثرة في حياة البشر والأمثلة في ذلك لا حصر لها ولله الحمد بضغطة زر في الشبكة العنكبوتية عند البحث عن عنوان النساء العظيمات والعبقريات ستنهمر عليكم الأمثلة يا من تنقصون عقل ودين المرأة !

ختامًا
فإن "ناقصات العقل والدين" لا تكمل الحياة إلا بهن وهن البذرة التي تُثمر نجاحاً وإنجازاً ووصفة السر التي صنعت العظماء والأبطال شأنهن عظيم وقدرهن كبير فـ كم من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها
وأيضًا لو وقفنا مع الحديث فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في يوم عيد وهو يخاطب النساء في يوم بهيج (ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهبُ لِلُبِّ الرجل الحليم من إحداكنَّ) وربما الكلام خرج على سبيل المزاح فالخبر كان يوم عيدٍ وليس من المعقول أن يكون مثل هذا الكلام الجاد في يوم عيد والنساء يتسابقن في البذل والصدقة
بل لاحظوا وتأملوا بقية الحديث (أذهبُ للُبِّ الرجل الحليم من إحداكنَّ) ودائماً نحن نقول : هل الأشطر والأذكى والأفهم هو الحليم؟ أم التي تذهب بلبِّ الرجل الحليم ؟!
إذًا إن كانت المرأة ناقصة عقل فليس من كمال عقل الرجل أن تسلب الناقصة عقله!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة