مقال بقلمي في صحيفة الرائدية بعنوان / وقرن في بيوتكن

للأسف بعض الفئات الذكورية تختار من الدين ما يعجبها ويعجب أهوائها وما يتناسب مع رؤيتها ولا يبحث أو يتدبر فيما قد تحمل رسالة الدين الإسلامي من سماحة وتعظيم لشأن المرأة في عدة مواضع وأنا لست بصدد الحديث عن تلك المواضع التي عظمت من شأن المرأة في هذة المقالة ولكن بعون الله سوف يتم التطرق لها في المقالات والكتابات القادمة ، أنا في هذه المقالة سوف أُسلط الضوء على آية (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) والتي يأخذ منها البعض مايشتهيه من معناها ضمن نطاق تفكير أفقه الضيق ويمنعها من ممارسة أبسط حقوقها الشرعية وهي "العمل"

قوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ) معناه ببساطة شديدة إلزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة ومن الحوائج الشرعية "العمل" وأتحدى أي شخص قابع في فكر المجتمع الذكوري أن يناقشني في شرعية ومشروعية العمل سواء كان للرجل أو للمرأة !

أتفهم من تريد بإختيارها أن تكون ربة منزل وهذا أشرف وأسمى عمل وهو ما يطلق عليه الأمومة أو مربية الأجيال فهذا الدور العظيم وهذا العمل الراقي لا يمكن إنكار أهميته أبدًا وليس حديثي بهذا المقال عن المرأة التي قررت بإختيارها تقليد هذه المهنة وهذا المنصب ! أنا أتكلم عن المرأة المُجبرة على قمع كل ما لديها من طاقات داخل أسوار المنزل بحجة (وقرن في بيوتكن)!!

كانت النساء في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعملن وكان ذلك شائعاً معروفاً، لا غريباً مستنكراً مثلًا كانت تعمل في المجال الطبي فكانت النساء المسلمات يخرجن مع جيوش المسلمين لمداواة الجرحى وتطبيبهم والقيام على رعايتهم !
أيضًا كانت تعمل النساء في مجال الزراعة والماشية جنبًا إلى جنب مع الرجال ولم تقتصر هذه المهنة على الرجال فكانت النساء تقطف الثمار وترعى الزرع والماشية !
وكانت تعمل أيضًا في مجال التعليم والفتوى وذلك واضحٌ جدًا في سير كثيرٍ من الصحابيات منهنّ زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولم تقتصر مهنة الفتاوى والتعليم على الرجال !
ولا ننسى الملكة بلقيس ملكة عرش سبأ التي ذُكرت في القرآن الكريم و تعد مصدر فخر وإلهام النساء فكانت نموذج للقوة وقامت بالعديد من الأعمال الإعمارية وذات رجاحة عقل فكانت سببًا في ازدهار مملكة سبأ وتطورها وخلَّد التاريخ إسمها كواحدة من أعظم ملكات التاريخ!

ولله الحمد بدأت حكومتنا الرشيدة باتخاذ خطوات جادة نحو تمكين المرأة ! فـ من أنت لتعارض قيادة حكومتنا بحجج واهية لاتمت للعدالة بأي صِلة نعم أنا معك يا من تقبع في جذور المجتمع الذكوري بأن يكون العمل يتناسب مع طبيعة المرأة و أن يكون العمل مشروعاً وحلالاً وتلتزم فيه المرأة بالآداب الشرعية وأن لا يؤدي بها العمل إلى التفريط فيما أوجبه الله تعالى عليها من واجباتٍ اتجاه زوجها وبيتها وأولادها ولكن المرأة قادرة على تقسيم وقتها وهي مِعطاءة جدًا ! لكن أعطها الفرصة ولا تحرمها منها بحجة "وقرن في بيوتكن"

أخيرًا
أن المرأة نصف المجتمع وفيهن طاقات عظيمة وإمكانات هائلة لم تستهلك بعد وعمل المرأة يحقق قيمة اقتصادية فهي تزيد من نسبة السعودة مما يوفر شيئاً من دخل الدولة كما أن فيه زيادة لدخل الأسرة بسبب عمل المرأة وما يعود منه كمرتب شهري بالإضافة إلى أن عملها يوسع آفاقها ويبرز وينمي مقومات شخصيتها ، كما أن فيه شغلاً لوقت الفراغ لديها ، دعونا نتساعد في التغلب على فكرة التحيز والتمييز في عمل المرأة من خلال تمسكها بحقها في العمل ونبرز أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة وإستقلاليتها ماليًا بحيث لاتعتمد على أي أحد وإن كان أقرب قريب وأعظم مافي عمل المرأة من فائدة هو أنه يشعرها بقيمتها في المجتمع فهي تقدم عملاً عظيماً واضحاً للأمة
 
 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال بعنوان / زوجوه يعقل ! في صحيفة الرائدية

تواجه عاصفة وتهدك نسمة !

مقال بقلمي بعنوان /ولاية القوامون على النساء في صحيفة عيون المدينة